إنتبه من مكالمات مجهولة على وأتساب تستهدف الارقام السورية

في الايام الأخيرة زادت شكاوى المستخدمين السوريين من استقبال مكالمات ورسائل على تطبيق واتساب من أرقام مجهولة تكرر الاتصال أو إرسال رسائل احتيالية.


هذه الظاهرة لا تقتصر على إزعاج بسيط — بل قد تتصاعد إلى مخاطر حقيقية تمس الخصوصية والأمن المالي والنفسي للمستخدمين.
في هذا المقال نشرح كيف يحصل المهاجمون على أرقامكم، ما التكتيكات التي يستخدمونها، وما الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذوها لحماية أنفسكم ومجتمعكم الرقمي.
كيف يحصل الهكر على أرقام الهاتف السورية؟
1. تسريبات قواعد بيانات: مواقع أو خدمات تعرضت للاختراق قد تكشف قوائم أرقام هواتف. عندما تُنشر هذه القوائم، تصبح الأرقام هدفًا سهلاً لحملات الرسائل والاتصالات الاحتيالية.
2. تجميع عبر الإنترنت (Web scraping): بعض الصفحات العامة على فيسبوك، مجموعات البيع، المنتديات، أو قواعد بيانات الأعمال تحوي أرقامًا يمكن جمعها تلقائيًا.
3. تبادل القوائم في السوق السوداء: تجار البيانات يبيعون قوائم أرقام للدعوات التسويقية أو الاحتيالية.
4. التخمين الآلي أو القوائم المولدة: في حالات قليلة، يستخدم المهاجمون برامج تولد أرقامًا عشوائية وتجربها على منصات الاتصال لمعرفة أي منها نشط.
5. تجاوز الحماية عبر SIM-scraping أو SIM swap: في حالات استهداف فردي، يحاول المهاجمون تحويل رقم الضحية إلى شريحة مسيطر عليها لسرقة حسابات مرتبطة بالهاتف.
التكتيكات الشائعة التي تُستخدم عبر واتساب
رسائل احتيال (Phishing): رسائل تطلب النقر على رابط «للاستلام» أو «لتحديث الحساب»، والتي تقود إلى صفحات مزيفة تطلب بيانات أو كلمات مرور.
الابتزاز والتهديد: رسائل تحدّد معلومات شخصية عامة أو مزعومة وتطالب بمبالغ مالية مقابل الصمت.
التسجيل التلقائي في خدمات مدفوعة: أرقام تُستخدم لتأكيد الاشتراك في خدمات برسوم عن طريق رسائل أو مكالمات مزعومة.
الهجمات الاجتماعية (Social Engineering): محاولة إقناع المستخدم بتقديم رموز تحقق أو معلومات حسابية تحت ذرائع واهية.
انتحال الأرقام أو الـ Spoofing: عرض رقم مختلف على شاشة المستخدم لجعل المكالمة تبدو وكأنها من جهة موثوقة.
الأثر على المستخدمين
هذه الاتصالات لا تؤذي فقط الخصوصية بل قد تؤدي إلى: خسائر مالية، فقدان السيطرة على حسابات مرتبطة بالهاتف، ضغوط نفسية وقلق مجتمعي، بالإضافة إلى تعريض الأشخاص لخطر الابتزاز أو التشهير. النساء والمستخدمون الذين يملكون حضورًا علنيًا أكثر على الإنترنت قد يكونون أهدافًا أكثر عرضة للخطر.
كيف تحمي نفسك خطوة بخطوة
الخطوات بسيطة من خيار الاعدادات ننتقل إلى الخصوصية ثم المكالمات ثم نقوم بتفعيل خيار إسكات المتصلين المجهولين كما في الصور التالي.



بشكل عام اتبع هذه النصائح لحماية نفسك
1. لا تتفاعل مع أرقام مجهولة: لا تردّ ولا تنقر على روابط أو تزوّد أي جهة برمز التحقق (OTP).
2. فعل التحقق بخطوتين على واتساب: هذا يضيف PIN يطلب عند إعادة تفعيل الحساب على هاتف آخر.
3. تحقق من إعدادات الخصوصية: غيّر من «آخر ظهور»، «صورة الملف الشخصي»، و«حالة» إلى «جهات اتصالي فقط» أو «لا أحد» حسب حاجتك.
4. أوقف استقبال الرسائل من جهات غير محفوظة: عند وجود خيارات لمنع الرسائل من جهات غير معروفة — استخدمها.
5. حافظ على تحديث نظام التشغيل وتطبيق واتساب: التحديثات تغلق ثغرات أمنية معروفة.
6. احذر الروابط والملفات المجهولة: يمكن أن تحمل برامج تجسس أو تؤدي إلى صفحات خادعة.
7. لا تشارك رقمك بشكل علني: قلّل من نشر رقم الهاتف في صفحات عامة أو إعلانات.
8. استخدم رقم ثانٍ: إن أمكن، احتفظ برقم منفصل للتعاملات العامة أو الإعلانات.
ماذا تفعل إذا تعرضت للتهديد أو الاحتيال؟
احتفظ بالرسائل والمكالمات كدلائل: صور للشاشة، تسجيلات، أو نصوص يمكن أن تساعد في التحقيق.
لا تستجيب لمطالب الدفع: الاستجابة قد تشجع على مزيد من الابتزاز.
أبلغ منصة واتساب: خاصية الإبلاغ عن رقم/محادثة تساعد في تعطيل الحسابات المسيئة.
اتصل بمزود الخدمة (مشغل الهاتف): أخبرهم بمحاولات الاختراق أو تبديل الشريحة (SIM swap).
بلغ الجهات الأمنية المحلية: خصوصًا في حالات التهديد الجدي أو الابتزاز.
غيّر كلمات المرور والحسابات المرتبطة برقم الهاتف: وحيثما أمكن فَعّل المصادقة متعددة العوامل عبر تطبيق (Auth app) بدل SMS.
توصيات للمجتمع والجهات المعنية
شركات الاتصالات وواتساب بحاجة لزيادة الوعي وتقوية آليات التحقق لمنع SIM swap وحماية التحقق عبر SMS.
منصات التواصل والمجموعات العامة يجب أن تُطبّق سياسات صارمة ضد نشر أرقام المستخدمين بدون موافقة.
حملات توعوية دورية من الجهات المدنية والإعلامية لتعليم المستخدمين علامات الاحتيال وكيفية الردّ الآمن.
خاتمة
التهديدات عبر الاتصالات على واتساب ليست مجرد إزعاج — إنها مشكلة أمنية حقيقية تتطلب يقظة شخصية وتنسيقًا جماعيًا مع المزودين والجهات الأمنية. بالممارسات الصحيحة
(تفعيل التحقق بخطوتين، الحذر من الروابط، الإبلاغ الفوري) يستطيع كل مستخدم أن يقلّل بشكل كبير من مخاطر التعرض للاختراق أو الابتزاز. احمِ رقمك كما تحمي مفاتيح منزلك — فالخصوصية والأمان الرقمي اليوم جزء أساسي من حياتنا اليومية.
2 تعليقات